المصدر : اليوم السابع 10/3/2022
كتب – محمود مقبول
التاريخ أنطلق من هنا قرية أبيدوس المصرية القديمة والتي تقع غرب مدينة البلينا فى سوهاج على مسافة 11 كيلو مترا تقريبا وكانت المركز الرئيسى لعبادة أوزوريس رب الموتى وملك الحياة الثانية عند قدماء المصريين، فيها معبد رائع للملك سيتى الأول ومعبد للملك رمسيس الثانى، وفيها الأوزيريون وهو القبر الرمزى للإله أوز وريس قبلة الحجاج على مر العصور الفرعونية.
ومنطقة أبيدوس التي تستضيف فعاليات الدورة الأولى من مهرجان أبيدوس للموسيقى والغناء بمحافظة سوهاج، والذى تنظمه دار الأوبرا المصرية برعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، تطلق الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واللواء طارق الفقى محافظ سوهاج ورئاسة الدكتور مجدى صابر.
وتوحيد مصر بدأ من سوهاج، وكانت أبيدوس قبلة الحج لكل المصريين عندما كانت مصر إمبراطورية، تمتد من بلاد الرافدين حتى جبال الجزائر وانتهاء بمنابع النيل في وسط أفريقيا، وكانت أبيدوس حتى وقت قريب يطلق عليها قرية العرابة المدفونة لأن آثارها مدفونة تحت الرمال وتم تغيير الاسم إلى الاسم الحقيقي لها وهي قرية أبيدوس، والتي تعد من القرى الأشهر والأعرق في المحافظة وفي مصر.
وكان يحج إليها قدماء المصريون ليبكوا الإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية، واكتشف فيها أقدم القوارب في التاريخ بالمقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتي الأول والد رمسيس الثاني، مؤسس الأسرة 19 والتي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها حتى رمسيس 11 نسبة إلى اسم مؤسس الأسرة.
تحوى قرية أبيدوس على معبد سيتى الأول: يقع معبد أبيدوس فى مركز البلينا بناه أولاً الملك "سيتى الأول"، ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ووالد الملك "رمسيس الثانى". وهو معبد جنائزى وضع داخل سور شامل يضم قبر الإله "أوزوريس".
وقد كُشف حديثاً عن واجهة المعبد الأصلية، وأُعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثانى للمعبد.
وهما ينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالى بأعمدته المربعة وحوائطه التى رُسمت عليها بالحفر بعض وقائع "رمسيس الثاني" الحربية، وانتصاراته فى آسيا.
كذلك كُتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به وقد أكمل بناءه "رمسيس الثانى" لكن الجزء الذى تم تشييده فى عهد "سيتى" كان أعظم بكثير من الناحية الفنية عن الجزء الذى أكمل بناءه "رمسيس الثانى"ومعبد "أبيدوس" يختلف عن تصميم غيره من المعابد المصرية فهو على شكل زاوية قائمة، أو على هيئة الحرف اللاتينى (L) وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بالمعبد.
معبد الأوزوريون: يقع مباشرة خلف معبد الملك سيتى الأول وهو عبارة عن مقبرة رمزية للإله أوزوريس، وهو مبنى من الجرانيت الأحمر، ويتكون معماريًا من ممر منحدر غطيت جدرانه بالنقوش الجنائزية (كتاب البوابات) ويليها حجرة عرضية توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعه وفى النهاية توجد حجرة الدفن، وهناك بعض الآراء التى ترجح أن يكون هذا المبنى أو جزء منه يرجع لعصر الدولة القديمة، بينما يرى (بورخاردت) أن تاريخ بناء هذا المبنى كان معاصرا لفترة بناء معبد سيتى الأول، ومقترحا أن هذا المبنى هو المقبرة الرمزية للملك سيتى الأول.
معبد رمسيس الثانى تم بناؤه فى أوائل حكم رمسيس الثانى وهو مبنى من الحجر الجيرى وأعمدته مبنية من الحجر الرملى، وقد تم بناء إطار الأبواب من الجرانيت الأحمر والأسود والرمادى وبناء المحراب من المرمر، ويتميز بدقة النقوش والألوان الزاهية وقد نقشت على جدرانه الخارجية تفاصيل معركة قادش التى دارت بين المصريين والحيثيين ويقع إلى الشمال من معبد سيتى الأول.